ريادة الأعمال

ريادة الأعمال

لماذا كل المعرفة بلا قيمة؟

كيف تحصل الخبرات على قيمتها لتُستبدل بالمال؟

في المقهى الذي أنا أجلس فيه الآن وأنا أكتب لك هذه الفكرة الفلسفيّة توجد ١٧ طاولة. هذه معلومة، هل لها أي قيمة لك؟ لا. المقهى الذي أنا فيه الآن لديه عرض إفطار ما بين ٩-١١ صباحاً قد تتساءل لماذا فقط ساعتين؟ أنا سألت نفس السؤال وأعتقد أن الإجابة هي حتّى يحجز لنفسه مكانا في روتينك اليومي هذا أوّلاً وثانيّاً يجرّك لتجرب بعض الأصناف على أمل أن تعجبك وترجع له أو تترك له تقييم جيّد أونلاين. هذه معرفة، هل لها أي قيمة لك؟ الجواب هو لا. لنفترض الآن أنّك صاحب مقهى، أعجبتك هذه المعلومات وقررت أن تطبّق ما سمعت على مقهاك. هل معلوماتي أنا لها أي قيمة؟ الجواب أيضاً لا.

كل المعرفة بلا قيمـــة

ما بين كل ما ذكرت أنا في المقدمة أنت مُعترض الآن على أكثر من نقطة، لكن الأخيرة لا تبدو منطقيّة نهائيّاً أنا شاركتك نصيحة / معرفة / معلومة عن كيفيّة عمل عرض ذكي لمقهى وأنت في المثال صاحب مقهى فكيف إذاً معلومتي بلا قيمة؟ السبب بسيط، معلوماتي لديها قيمة لك أنت كصاحب مقهى وإذا شاركت أنا نفس المعلومة مع لاعب تنس طاولة فهي ليس لها قيمة. إذا القيمة تولد لدى المتلقّى ولا توجد قيمة ثابتة لأي معلومة أو معرفة أو خبرة. في هذه الحالة وُلدت قيمة معلوماتي لديك عندما وضعتها أنت بجانب خبراتك وتخيلت كيف يمكنك الاستفادة منها. لتتخيّل الفكرة أكثر تخيّل أنني أعطيتك مكعّب لعبة الليقو، المكعب بلا قيمة إلّا إذا كنت أنت تبني شيئ وصدف أن المكعّب متلائم مع ما تبني. المكعّب قيمته تولد ضمن المُنشة فقط.

الآن نستنتج التالي: كل المعرفة والمعلومات التي تشاركها على السوشال ميديا ليس لها قيمة لأنّها في الحقيقة معلومات عامّة. ليست عامّة بمعنى أنّها تُهِم عامة الناس إنّما عامة لأنّك أنت تتحدّث مع عامة الناس. معلوماتك ليست مخصصة وليست في سياق محدد. هي مكعّب ليقو جمهورك يستطيع أن يأخذه ويعطيه قيمة عندما يضعه هو في السياق الصحيح.

القيمة تولد مع التمركز والمنهجيّــة

التمركز هو أن تُصمم منتج / خدمة تحل مشكلة واحدة تواجه شخص واحد ليصل الى مكان واحد. سنبحث عن مجموعة من الأشخاص يعيشون نفس الظروف الحاليّة ولديهم نفس الخبرة الحاليّة. لديهم باقي أجزاء مجسّم الليقو الذي نصنعه حتّى نعطيهم نحن القطعة الصغيرة التي تنقصهم في البناء. يمكننا أيضاً أن نضع كميّة من المعرفة سويّاً ونسلّمها الى شخص مبتدئ تماماً كوصفة جاهزة. تخيّل أنّي بحياتي لم أجرّب الطبخ وأنت تريد أن تمكنني من عمل وجبة عشاء لأبدأ مشواري في الطبخ. تحتاج أن تُصمم لي وصفة صغيرة بسيطة تراعي أن مستوى خبرتي صفر. لن تحاول أنت أن تعلّمني وصفة عمل المنسف الأردني لأنّك تفهم أن فُرص نجاحي شبه معدومة.

تحتاج مساعدة لتطّبق ما تعلمّت في مشروعك؟

الاستشارة تبدو مكلّفة. حتّى تقارنها بتكلفة عملك في المكان الخطأ

المزيد من الكتابات

ريادة الأعمال
٥ سبتمبر ٢٠٢٤

ال 4 عادات للخبير عالي التأثير

ريادة الأعمال
٥ سبتمبر ٢٠٢٤

ال 4 عادات للخبير عالي التأثير

ريادة الأعمال
٢٤ أغسطس ٢٠٢٤

هل كتبت جوهر مشروعك؟ | Brand DNA

ريادة الأعمال
٢٤ أغسطس ٢٠٢٤

هل كتبت جوهر مشروعك؟ | Brand DNA