12 Feb 2025
بناء المشروع والمنتجات
التوازن ما بين الحياة والعمل
Work-life balance
لندخل في الموضوع، ما لا يعرفه الكثيرين هو أن المصطلح في العنوان حديث للغاية. ظهر في نهايات ال ١٩٧٠ مع الحركة النسويّة التي كانت تنادي بحقوق معيّنة وتحاول حل قضاياها. اليوم وفي هذا المقال نستكشف الخلل في هذه الفكرة ونحاول أن نبني عليها ونطوّرها.
أنت ما تفعله
في كل مرّة أرجع فيها للمدن في الخليج، يقدّمني معارفي لناس جدد وفي لحظتها أحتاج لأن أعرّف عن نفسي. "محمّد الحكيم، مستشار في ريادة الأعمال". أنت تفعل المثل في كل مرّة تلتقي بشخص جديد. النقطة الأولى هنا أن الكثير منّا لا يشعر بأن هذا الوصف يمثّله بدقّة والنقطة الثانية هي أن ما تفعله هو هويّتك.
You’re what you do.
فكيف توازن حياتك مع عملك وعملك هو أوّل شيء تعبّر عنه عن هويّتك؟ عملك هو هويّتك.
أو على الأقل هذا ما أشعر به.
الحِرفة أو ما تفعله يُحدد يومك، علاقاتك، ما تتحدّث عنه وما تتابع. يُحدد أيضاً المجتمعات التي تنتمي لها وأماكن تواجدك بناءً على أماكن تواجد تلك المجتمعات. ما تفعله يُحدد واقعك. معظم أجزاء هويتك تُبنى على ما تفعل في الحياة.
للموظّفين الوضع مختلف
للأغلب العمل هو ليس هويّته، هو وسيلة لنتيجة واحدة وهي المال. الموظّف يستطيع أن يقدّم نفسه للناس بسهولة وبثقة، لقبه هو مسمّاه الوظيفي ومع تغير الوظيفة سيغيّر ما يقوله للناس عندما يعرّف عن نفسه. برأي، هذه النقطة بحد ذاتها مشكلة. إذا فكرة الموازنة ما بين الحياة والعمل جزء من المشكلة وليست الحل.
الناس يتحدّثون عن موازنة الحياة والعمل وأنا أتحدّث عن دمجهم.
في كتاب ماستيري لروبرت غرين يتحدّث الكاتب أن تسعى وبشدّة لإعادة اكتشاف ما وُلِدت لتفعل. شيء ما أنت تنجذب له بشكل طبيعي وبينما يسأل الكل عن متطلّبات السوق وأفضل الوظائف في العشرين سنة القادمة و يستشيرون الخبراء أنت تنظر فقط لطفولتك وتعرف ما كان يجذبك أساساً. هم يبحثون في الخارج وأنت تنظر إلى الداخل.
دمج الهدف مع الممارسة
منذ سنوات وأنا لا أؤمن بفكرة تأجيل السعادة - delayed gratification - اتعب اليوم، ترتاح بكرا. أنا لا أرى ولا أعيش سوا في الآن. نحتاج أن نهتم باليوم. إذا كان النجاح أساساً هو ناتج العادات الصغيرة وليس أحداث ضخمة كما علّمنا كتاب العادات الذريّة. أنا لست على استعداد على أن أضحّي باليوم / بالواقع في سبيل محاولة تحسين الغد وهو غير حقيقي وملموس. العمل هو تصميم اليوم كالأولويّة ليكون ممتع وتكون أنت راضٍ عنه وتصميمه أيضاً يكون بحكمة ليخدم بشكل طبيعي الغد. فكرة الاستمتاع بالرحلة ليست صعبة الفهم.
خطوة عمليّة؟
إذا حضرت للعمل، احضر بوعي. إذا حضرت بوعي سوف تستمتع. وإذا استمتعت فلا أعتقد أنّه يمكنك أن تطلب أكثر من ذلك. هذا آخر ما يمكنك أن تتمنّاه. بدل من موازنة الحياة مع العمل تصبح الحرفة جزء من الحياة. تصبح هي الجزء الأمتع. أن تؤدّي المهمّة التي وجدت على هذه الأرض لتقوم بها.
الممارسة ليست الوسيلة نحو الغاية، الممارسة هي الغاية الوحيدة.