لماذا تُحب التحدّث عن أمور عديدة خارج مجالك؟
ولماذا تعارض التخصص
تحذير، هذا المقال لغته قد تعتبر شديدة..
جميعنا نشعر بأننا جيّدين في أمور معينة وسيّئين في أخرى. الحقيقة ووفقاً للأبحاث نحن مخطئين. وهنا تبدأ مشاكل مجتمعنا ومشاكلنا الشخصيّة في التخصص. أنت في الحقيقة تبالغ في تقدير معرفتك في مجالات معيّنة وبالعكس، ثقتك بنفسك في التحدّث في مجالات أخرى أقل. إذا انتبهنا للأسباب والتأثير سوف تفكّر مرّتين قبل أن تتحدّث أو تكتب عن أي شيئ مجدداً.
The Dunning-Kruger Effect
من أشهر الدراسات والاكتشافات في علم النفس، استنتجت التالي: الأشخاص الأذكياء و المتمكنين في مجالهم عادة ثقتهم في قدراتهم أقل. والأفراد الذين لا يعرفون شيئاً صوتهم مرتفع ويبالغوا في تقدير قدراتهم. التأثير يبدو واضح للغاية إذا كنت جديد في مجال ما أنت لا تعرف ما لا تعرف. أنت تعتقد أنّك فهمت المجال بحاله. هذا هو حالك قبل التخصص. تعتقد أن التخصص الذي أخبرك محمّد بأن تلتزم به ممل لأن المعرفة التي بداخله قليلة أنت تتخيّل بأن خلف ذلك الباب غرفة مملّة ولا تعرف أن ما بداخله هو عالم بأكمل يحتوي على مئات الغرف الأخرى التي بإمكانك استكشافها.
الجميل في هذا التأثير أنّه هو بحد ذاته مثال على نفسه، لأنّه عندما تقرأ عنه وتفهمه تعتقد أنّك محصّن ضدّه والآن لديك وعي عالي بالفخ الذي لن تقع فيه. هذا بحد ذاته مبالغة في تقديرك لقدراتك وفهمك مدى هذا التأثير. لا يوجد مهرب. أنت ذكي في أمور وتتحدّث عنها بحذر وأنت غبي في أمور ولديك رغبة ملحّة في التحدّث عنها (لأنّك تعتقـــد أن اتقنتها).
السوشال ميديا مكان أغبياء؟
الآن ما بين الغبي الواثق بنفسه، والشخص المختص الشاك بمعرفته، والخبير شديد الإتقان والذي يعاني في التواصل مع عامّة الناس بسبب تلك الفجوة الرهيبة ما بينهم في المعرفة. في مجتمع لن يستطيع أن يفرّق ما بين المعلومة الصحيحة والخاطئة من تعتقد بأنّه سيفوز باهتمام وثقة الناس؟ الذكي المتردد عن الحديث أو الغبي صاحب الستوديو الكامل؟ هذا هو واقعنا، ولكن هل هذا يعني أن كل من في السوشال ميديا أغبياء؟ لا .. توجد فئة نادرة من المفكّرين وثقوا بأنفسهم بالرغم من متلازمة المحتال وبدأوا رحلة الكتابة أو صناعة المحتوى مع وجود تلك الأصوات التي تخبرهم "ماذا لو كنت خطأ؟" "هذا تبسيط للموضوع، توجد خمسين كلمة يعتمد فيما ذكرت للناس" "الناس لن يفهموا ما تقوله". نعم، هنالك العديد من المخاطر في أن تتحدّث في شيء أنت فعلاً متمكّن الى حد ما منه. ولذلك نسّمّيهم قادة فكريّين | Thought leaders. نستنتج وجود ألم في عمليّة التحدّث في مجالك ولن تجد ذلك الألم عندما تتحدّث كالأحمق خارج مجالك. الحقيقة المرّة، لسنا متعددين الشغف، نحن مجرّد حمقى في العديد من الأمور.
ولكن ما هو الشغف؟
لم تولد به. ولن تجده حتّى إذا بحثت الى الأبد. لأنّه ليس مجال، هو قرار. هو العمل الذي وثقت بنفسك لتعمله وتتحدّث عنه. في رحلتك للتحدّث عن المجال الذي هو شغفك ستكتشف في مرّات عديدة أنّك كنت مخطئ، سوف تشعر بالحرج من كتاباتك القديمة ولذلك سوف تتعلّم أن تكون حذراً. ستكوّن ما يصفه الخبراء هوس بالحقيقة. وسيتغيّر سلوكك من شخص لا يستطيع أن يستمع لرأي غيره ومن يخالفه الى شخص يبحث عن الاعتراضات بسبب أن لديه خوف شديد من أن يكون مُخطئ.
فماذا يحتاج عالمنا؟
أصوات أعلى أو أصوات حذرة؟ معلومات أو خبرات؟
نعم، هذا المقال هو تجسيد لموضوعه، من الغباء أن أبسّط سبب رغبتك في التحدّث عن أمور كثيرة فقط ل the dunning kruger effect توجد أسباب أخرى منها أنّك ترغب أن تكون اجتماعي وتتحدّث مع الناس فيما يتحدّثون هُم حاليّاً وأسباب أخرى عديدة أنا ببساطة لا أعرفها. إذاً ما هي الفائدة من ما كتبت؟ الفائدة هي أن نبدأ مشوار تفكير. أنا وأنت على أمل أن نصل الى خبرات تنفع المجتمع. فائدة أن أخبرك بأننا أغبياء في تقريباً كل شيئ هو أن ننتبه لسلوكنا. لأن العالم الذي تتوفّر فيه كل المعرفة في هاتفك هو نفسه العالم الذي تقرأ فيه العنوان فقد لتفترض أنّك فهمت. فهمت؟