سألتني إحدى المُتابعات الأسبوع الماضي عن كيفيّتي للتخطيط ليومي، أجبتها أنّي لا أُخطّط له. أنا أعرف ماذا أحتاج أن أفعل، ولي سنوات على هذا النظام. بعد دراستي لهذا الموضوع لفترة، اكتشفت أن الناس والشركات يصلون لأهدافهم بدون تخطيط عميق طوال الوقت. كيف؟ بالاستراتيجيّة.
تخطيط وترتيب بدون استراتيجيّة = بدون قيمة
استراتيجيّة بدون تخطيط = تصل لأهدافك
استراتيجيّة تحتها خُطط = تصل لأهدافك أسرع
وهم “التخطيط الاستراتيجي”
العديد يستخدم هذه الكلمة ولا يمارسها ولا يعرف معناها، ليس ادّعاءً منّي، إنّما مُلاحظة هارفارد بزنس ريفيو.
إذاً ما هي الاستراتيجيّة؟
في مضمونها هي مجموعة من الخَيارات / القرارات التي تضعك في مساحة لتفوز. هي تغيّر السياق لتجعل فُرصك في الفوز أكبر.
في صُلب الاستراتيجيّة توجد نظريّة: “بسبب كذا، من الأفضل لنا أن نكون في هذا السياق تحديداً ونخدم هؤلاء العملاء بالذات أفضل من أي منافس آخر”.
النظريّة كونها افتراض، فهي تحتوي على مُخاطرة.
لأن النظريّة هي الأساس وتحتوي على مُخاطرة، فأنت تحتاج لخبير يُقلّل ويُدير تلك المُخاطرة، ولكن بدونها أنت تدور حول نفسك.
لهذا السبب، باقتي في الاستراتيجيّة هي الأعلى مبيعاً من خدماتي في آخر سنتين.
مُقارنة مع التخطيط
التخطيط يبدأ من دوافع داخليّة، ما ترغب أن تفعله. توجد راحة نفسيّة كبيرة في التخطيط. أنت تُفرّغ أفكارك على ورقة، وهنا تشعر بوهم الإنجاز. في الشركات، التخطيط ببساطة هو قائمة طلبات الفريق.
جماعة الإعلانات طلبوا زيادة الميزانيّة للضعف.
قسم الموارد الإنسانيّة يحتاج ٣ موظّفين جُدد.
الرئيس التنفيذي يسعى ليجرّب فكرة حصل عليها في استشارة ساعة.
هذه القائمة لا تخدم غاية وهدفاً أكبر للشركة.
التخطيط يخدم رغباتك، الاستراتيجيّة تخدم العميل، ولذلك الاستراتيجيّة أصعب وغير مريحة لأن رغبات العميل والسوق خارج تحكّمك. في الاستراتيجيّة يأتي دور الإيمان بالنظريّة بدون أي ضمانات. لديك فقط مؤشّرات.
بينما أنت تُخطّط، منافسك يستعد للفوز
وفي ظل العلامات الشخصيّة، الناس لديهم وهم بأن العميل سيعمل معهم بسبب شخصيّتهم وأسلوبهم اللبق، أو بسبب اعتماد معيّن مبسوطين عليه. الواقع يقول إنّ العميل ولاؤه لصاحب الإتقان، والسوق لا يرحم.
بينما أنت تمارس هوايتك، غيرك استثمر في مشروعه، وضع خطّة للفوز ويتحرّك حاليّاً نحوها. الفوز لا يأتي صُدفة.
كيف تتفادى فخ التخطيط؟
بداية، يجب أن تعرف أن الاستراتيجيّة غير مريحة، ويأتي معها توتّر لغياب الضمانات. عليك أن ترضى باحتماليّة أن تفشل وتتصالح معها. المريح في هذه الفِكرة أنّك شركة ناشئة، وبسبب صغر حجمك، تستطيع تعديل أو تغيير استراتيجيّتك بعد أن تبدأ إذا أُثبت أنّها فشلت.
الاستراتيجيّة رحلة وليست قراراً واحداً. وتذكّر: “الاستراتيجيّة تمرين تضحية، في سبيل الإتقان”.
وفي الختام، التخطيط وسيلة مضمونة لتفشل، والاستراتيجيّة تُعطيك أفضل فُرصة لتنجح.