18 Jun 2025
الاستراتيجيّــة والتمركز
القِيَم التي تُحدد نجاح المشروع الاستشاري
نجاح أي مشروع يعتمد على تركيزه
قبل حوالي ١٥ سنة، مستشار مشهور للشركات الإبداعيّة اسمه ديفد أرسل استبيان لكل عملاءه. فيه سؤال واحد:
ما هي نقاط قوّتي؟
لماذا؟ لأنّه عندما تعمل على نقاط قوّتك تصل بها إلى الإتقان. وعندما تعمل على نقاط ضعفك تصبح لديك نقاط ضعف أقوى قليلاً. هي ما زالت نقاط ضعف وهي تشتّتك عن التركيز في مساحتك.
وصلته الإجابات وكانت تتلخّص كالتالي
"ديفد يتميّز بقدرته العالية على أن يأتي ويرى الحقائق كما هي، بدون تحيّزات وبدون مشاعر. بعدها يستطيع أن يصل إلى توجيهات عمليّة تختصر التخبّط وتوفّر المال والجُهد وتأتي بالنتائج".
بناءً على تلك الإجابات وجد ديفد نقاط قوّته التي تنبع من قِيَمه. ولذلك صمّم خدمات مشروعه الاستشاري لتكون خدمات سريعة حدّها أسبوع أو إثنين. منهجيّتها علميّة ولا يوجد فيها مكان للمشاعر.
نجاح أي مشروع يعتمد على تركيزه
حاليّاً أغلب المشاريع الاستشاريّة على شكل بعض الاستشارات، بعض المنتجات، بعض المحتوى وبعض الخدمات الأكبر. جميعنا وأنا معكم وقعنا في فخ التشتّت وأخذنا من كل بستان زهرة والآن توسعة المشروع شبه مستحيلة. التخصّص في العميل، في الخدمات، في نموذج العمل التجاري يحتاج استراتيجيّة بوعي. (أنا أحل هذه المشكلة في خدمتي استراتيجيّة البراند).
التخصّص يبدأ بقرار ويتحقّق بممارسة كلمة (لا)
وضع الاستراتيجيّة وتصميم الخدمات ونموذج العمل التجاري يبدأ من قِيَمك. بعدما نحددها نضع الرسالة التسويقيّة والخدمات بناءً على الرؤية وليس بناءً على وضعك الحالي. يُخطئ الكثير بالاستثمار في وضعهم الحالي، تتكرّر على عبارات مثل "محمّد، هل أحتاج موقع وأنا حاليّاً دوراتي مباشرة على زووم؟". نحن لا نعمل لنبقى في نفس الوضع. نحن نعمل لبني الرؤية ونصل إلى الأهداف.
روتين اليوم يعتمد على رؤية الغد والتخصّص هو العمل الذي نبحث عنه وليس ما نقوم به الآن.
الفترة الانتفاليّة ما بين وضع اليوم ورؤية الغد
من التشتت إلى التركيز. ما سيقودك في هذه الرحلة هي كلمة لا. تتعلّم أن ترفض كُل ما لا يتماشى مع الرؤية والتخصّص الجديد.
بعض القِيَم وتوابعها
قيمة التغيير العميق: تعني خدمات شخصيّة ١-١ على فترات طويلة. قَد تُباع كباقة استشاريّة أو اشتراك شهري بحد أدنى من الأشهر.
قيمة الشفافيّة: تعني الصدق والواقعيّة. بدون مجاملات وبدون كذبات بيضاء. تشارك العميل الحقائق كما هي تماماً.
قيمة الإبداع: تعني كفاءة أقل في الخدمات ومدّة تنفيذ أطول، يعني تكلفة أعلى على العميل.
قيمة التعمّق: تعني عملاء أقل بسعر أعلى. تعني أيضاً خدمات أقل. مثال: مستشار تخصّص يعمل مع ٤ عملاء فقط سنويّاً.