المشكلة في استراتيجيّـة البراند
التحدّث عن العمل أسهل من القيام بالعمل
عندما تجلس مع المسؤول الموقّر عن استراتيجيّة البراند وتبدأوا بالتحدّث عن الخُطط وكأننا نعيش في عالم مثالي، تتخيّل أن بعد الاستراتيجيّة العالم سيتغيّر بشكل ما. استغرب من أن البعض يعتقد أن العملاء سيبدؤا بالشراء. دعني أخبرك ما سيحصل تماماً بعد إن تنتهي من عمل استراتيجيّة البراند: لا شيء.
كيف عملتـــم على الاستراتيجيّة؟
نوعين من المختصّين في عمل استراتيجيّة البراند
١. المبتدئ الذي سيقوم بالعمل بالنيابة عنك: المبتدئ يعتقد أن قيمته هي جعل حياتك أسهل والقيام بالمهام والتمارين بدل منك ومن فريقك. المبتدئ ما زال يعاني مع متلازمة المحتال ويرغب أن يقوم بكل ما يمكن ليُشعرك أن استثمارك كان في محلّه. يحتاج أن يقوم بجهد أكبر ليبرر المبلغ. المبتدئ (والعديد من الشركات) سيقوموا بالعمل عنك ويسلّموك النتيجة. النتيجة هي ملف فيه تفاصيل معيّنة عن البراند. أنت لا تفهم بالضبط كيف وصلوا للعديد من الأمور ولكن تستشعر وجود ما ذكرت في الاجتماعات في الملف.
٢. الخبير الذي سيجعلك تقوم بالعمل: ما يقوم به الخبير هو بالضبط تفويض أكبر كميّة من العمل لك. هو يعطيك الأسئلة والتمارين ويطلب منك أن تعمل أبحاث معيّنة. هو يجعل حياتك أصعب ويبدو أن استثمارك كان أغلى من ما توقّعت. غير المبلغ الذي دفعته أن تصرف وقتك وجهدك في هذا المشروع. الخبير جعلك أنت تكتب ذلك الملف
المبتدئ باعك ملف بي دي اف والخبير باعك الوضوح.
المبتدئ أعطاك السمكة والخبير علّمك الصيد.
المبتدئ وفّر عليك الوقت والخبير أعطاك الثقة بنفسك.
المشكلة في استراتيجيّة البراند
ليست فقط في كيفيّة تقديم الأغلب للخدمة، إنّما في فهم دور الخدمة أساساً. الاستراتيجيّة قيمتها هي الوضوح ولكن الوضوح ليس له قيمة بدون تنفيذ. كما ذكرت في السابق أن كل المعرفة بلا قيمة.
لماذا لا يقوم الناس بالعمل؟
وظيفة القائد / مؤسس البراند هي أخذ القرارات. الأغلب يهرب من عمله ويشغل نفسه في الإدارة وصناعة المحتوى. الأغلب لا يأخذ القرارات بسبب الخوف من الخطأ. نعم، وظيفة القائد ليست سهلة، رائد الأعمال يحتاج درجة عالية من تحمّل المخاطرة.
أسوأ قرار هو عدم أخذ واحد
أوّلاً، إذا انتهيت من الاستراتيجيّة وفكّرت "سأبدأ بالعمل لاحقاً" أن تنسى أن الاستراتيجيّة (إذا كانت جيّدة) هي تراعي التريند الحالي. التريند يمكن أن يزيد سرعة نجاح مشروعك أضعاف.
ثانيّاً، إذا كانت الاستراتيجيّة هي التوجّه الصحيح إذا ما تفعله الآن هو التوجّه الخطأ، جزء كبير العمل الذي تقوم به حاليّاً هو في المكان الخطأ وستتعب لاحقاً في تصحيحه. المال الذي تجنيه مع العمل خارج استراتيجيّتك أقل من المال الذي تقوم به وفق الخطّة، إذا إجمالي الربح مع مراعاة قيمة الفرصة هو بالسالب.
لماذا يقوم الناس بالاستراتيجيّة ويتجنّبوا العمل؟
لماذا يشتري الإنسان الكتب ولا يقرؤها. قد يقرؤها ولا ينفّذ ما تنصح..
يشعر الإنسان بالفخر والرضا عندما يتحدّث عن العمل، هذا الإحساس يشعره بالشبع ولذلك لا يرى الدافع للقيام بالعمل.
تنفيذ الاستراتيجيّة مؤلم، لأنّه يحتاجك أن تعترف بأن العديد من ممارساتك الى هذه اللحظة كانت خاطئة. يتطلّب أن تترك الماضي الآمن. تنتقل من منزلك التي تعرفه الى منطقة غُربة.
"إذا أعطي الخيار، سوف يختار الإنسان دائماً أن يتجنّب الألم على أن يسعى للنجاح"
Dr. Daniel Kahneman - Thinking fast, Thinking slow