العنصر المفقود في تطوير الخبرات

في حلقة من بودكاست حكيم تحدثت عن الشروط التي يجب أن تتوفّر لتتكوّن الخبرة. منها البيئة المناسبة، التخصص الدقيق، وجود طريقة مباشرة وسريعة لقياس نجاح الممارسة (النتائج) وأخيراً عادة أن يتحدّى الخبير نفسه. مشكلتنا اليوم في الأخيرة.

فن تحدّي الذات

تحدّي الذات بهدف التعمّق في الخبرة يحتاج إلى فن. حرفيّاً.

أنت تتحدّى نفسك بتجربة أمور جديدة والتعديل على منهجيّتك الحاليّة. أنت لا تستطيع فعل ذلك في وظيفة لأنّك مسيّر مع منظومة ومعايير مكتوبة. في حالة العمل المستقل لا تستطيع فعل ذلك في أيضاً، لأنّه ليس من المفترض أن تجرّب على عملائك. وظيفتك كمستشار هي أساساً أن تقلل المخاطرة ولا تزيدها مع تجاربك. يبقى الحل هو العمل الفنّي. هذا ما نفتقده اليوم.

ولكن ما هو العمل الفنّي أساساً؟

ببساطة هو العمل الذي تقوم به بدون محفّز خارجي. عكس العمل التجاري هنا لا يوجد عميل. أنت ببساطة تقوم بالعمل لتعبّر عن فكرة / إحساس في داخلك. مقياس نجاح العمل التجاري هو النتائج التي تحققها للعميل ومقياس نجاح العمل الفنّي هو إحساس في داخلك. الإحساس واضح وصريح ولكن أعتقد أن أغلب من يقرأ هذا المقال اليوم لم يجرّبه في حياته وهذه هي المشكلة. هذا هو العنصر المفقود في تكوين الخبرات.

العلاقة بين العمل الفني والتعلّم العميق

العمل الفني ليس مجرد تعبير ذاتي، بل هو وسيلة لاستكشاف مهاراتك بعمق. عندما تعمل على مشروع لا يحكمه عميل أو نتيجة مادية، تصبح أكثر حرية في التجربة.

الفرق بين التحدي الإبداعي والتحدي الوظيفي

التحدي في العمل الوظيفي يأتي غالبًا من الضغط الخارجي (تحقيق نتائج، تلبية توقعات)، بينما التحدي في العمل الفني هو تحدٍ داخلي تقوده فضولك ورغبتك في التطور. هذا ما يجعل العمل الفني بيئة مثالية لتوسيع حدود خبرتك دون مخاطرة.

الفكرة بسيطة، حتّى تبدع، تحتاج أن تجرّب وهذا يتطلّب بيئة بدون مخاطرة. بيئة يمكنك أن تَقَع فيها بدون خوف.

ابدأ اليوم ب

• تخصيص وقت منتظم لمشاريع لا ترتبط بالعمل أو العملاء.

• توثيق التجربة (مدونة، دفتر ملاحظات، تسجيلات صوتية).