كيف تتوسّع المشاريع؟ (ولماذا يعلق البقيّة؟)

الفرق ما بين المحترف والهاوي، ما بين المشروع الاستشاري الذي دخله ١٠ آلاف دولار في الشهر والآخر الذي تجاوز الـ٣٠ ألف دولار، هو فرق أساسي واحد: المعايير.

١٢ سنة في النادي الصحّي

منذ ٢٠١٣ وأنا أتمرّن في النادي الصحّي، بشكل روتيني ٥ أيّام في الأسبوع، ولحد اليوم تجد أن مستواي متوسّط: في رفع الأوزان، في كميّة العضلات، وفي الأداء واللّياقة بشكل عام. عندما أذهب للتمرين لا أتمرّن بحسب جدول، ولا أسجّل أرقامي وأدائي لذلك اليوم. أتمرّن بحسب فهمي العام للتمارين. هذه تُسمّى هواية، والأغلب يُعامل مشروعه ومسيرته المهنيّة بنفس الأسلوب.

بعض الهوايات مفيدة لك

ولكن المشكلة أنّها تبقى هواية، لا تتطوّر فيها مع الوقت. بعكس المُحترف الذي يستثمر في نفس الشيء الذي تقوم به أنت الآن، ولديه رؤية لنفسه فيه. هذه الحالة، حيث تبقى عالقًا في مشروعك فعليًّا، تُسمّى “مشروع لايف ستايل”، لأنّك تعيش في روتين. البزنس الحقيقي مُختلف: يحتاج استثمار، تدريب، خطّة، استراتيجيّة، رؤية، ومعايير عالية، وتركيز على الأهداف.

من مشروع لايف ستايل إلى شَرِكة من فرد واحد

من مقايضة الوقت بالمال إلى تصميم خدمات

من متوسّط في عدّة أمور إلى خبير في مشكلة مُحددة

من محتوى مُبتذل إلى الريادة الفِكريّة

من “إذا سمحت، أي منتج أشتري منكم؟” إلى “متى ممكن أبدأ؟”

من ٢٠٠ ألف دولار سنويّاً إلى مليون

السر في الأنظمة. تخيّل معي التالي

١. لديك تخصّص واضح، كل مقالاتك، ويبناراتك، وخدماتك تتمحور حوله.

٢. أغلب العملاء يشترون منك أغلب الخدمات أغلب الوقت.

٣. لأنّ لديك مُنتجًا أساسيًا واحدًا، الناس يتحدّثون عنه أكثر.

٤. تستطيع أن تبني فريقًا وتُدرّبهم على تسويق + بيع منتجك. تستطيع أيضًا أن تستثمر في تطويره مع الوقت.

قرار استراتيجي أم ردّة فعل؟

أصحاب اللايف ستايل بزنس عادةً قراراتهم هي ردّة فعل، ونتائجها قصيرة المدى:

“مبيعاتي قلّت بعد رمضان، فأحتاج خدمة جديدة.”

نتيجة عدم وجود خارطة طريق هي أنّهم لا يبنون مشروعًا. هم فعليًّا يبحثون عن طُرُق مختلفة لمقايضة الوقت بالمال. هذه القرارات لا تخدم رؤية أكبر.

مشروعك عالق بسبب…

عندما تفعل من كُل شيء قليلاً — بعض الاستشارات، وبعض المُنتجات، وقليلاً من الإعلانات — فأنت تضيّع وقتك، وتجعل المسافة بينك وبين أفضل مشاريعك طويلة.

السبب الحقيقي هو تجاهلك الواقع. الواقع هو أنّك بعيد عن نجاحك، ولكنّك خائف من المخاطرة:

أن تختار تخصّصًا ولا تجد عملًا.

أن تبني موقعًا ولا تجلب زوّارًا.

أن تكتب كتابًا ولا يقرأه أحد.

أن تكتفي بخدمة واحدة ولا تبيع.

أنا سأعيّن مدرّب، وأنت؟

أحتاج مدرّبًا للجيم. بما أنّي مواظب عليه في كل الأحوال، سأبدأ بوضع أهداف لأتقدّم. حتّى لا تمضي ١٢ سنة أخرى بدون نتيجة. وأنت؟