اليوم ولأوّل مرّة جلست وقررت أن أكتب، عادة تخطر لي الفكرة وأسجّلها ومن ثم أبدأ في الكتابة خلال صباح اليوم الثاني. بمعنى أن اليوم ولأوّل مرّة قررب أن أجلس وابدأ بالكتابة بدون أن أعرف ما هو الموضوع والفكرة من قبلها. في هذا الموقف عادة لا يعرف الشخص من أين يبدأ وكيف يبدأ فدعني أدلّك على الطريق و أشاركك بعض النصائح للكتابة لغرض التعمّق في الخبرات. ليس لغرض الشهرة أو زيادة المتابعين فتلك نتائج وليست غايات.

السر كالتالي: أنت تكتب لتجيب على أسئلة لا تعرف إجابتها. 

الفكرة بسيطة؟ ماذا أعني بالضبط؟ أنا أقصد أن القيمة من الكتابة هي ترتيب أفكارك والبحث عن الثغرات ثم تعبأتها. وهذه نفس القيمة من عمل كتاب أو دورة. أنت تعتقد أن عليك أن تصنع دورة فيما تعرف، هذه نصف الإجابة، أنت كخبير سوف تصنع دورة أو كتاب أو تكتب مقال مثل هذا عن ماتعرف لتجد ما لا تعرف. ولكن كيف؟

ابدأ بالسؤال وكن فضولي.

السؤال لهذا المقال "كيف تكتب لتتعمّق في خبراتك؟". بداية يجب أن يكون السؤال محدد، ويخاطب شخص معيّن. تحت هذا السؤال توجد أسئلة فرعيّة:

• ما هي قيمة الكتابة للخبير؟

• كيف يبدأ الخبير بعادة الكتابة؟

• وغيرها من الأسئلة

عندما تسجّل هذه الأسئلة الفرعيّة عليك أن تحاول أن تكون ٣٠-٤٠٪ من الأسئلة هي جديدة عليك ولا تعرف الإجابة. وهنا تبدأ بترتيب أفكارك والبحث والعودة إلى مراجعك بغرض تكوين رأي. إذا استطعت أن تثبت نظريّتك ممتاز وحتّى إذا لا يمكن إثباتها الآن سجّلها وفكّر بالمعلومات والإحصائيّات التي تحتاجها. مستقبلاً يمكنك أن تبني استبيان للحصول على المعلومات. أنت الآن تقترب لما يسمّى Intellectual Properties وهي مهمّة جدّاً للخبير. قد تبقيها سريّة، ما يسمّى blackbox model تكون ميزتك التنافسيّة في السوق أو قد ترتّب الأفكار لتصنع Framework تغلّفه في كتاب. يصبح طريقك إلى الشهرة.

كما ترى أنا بدأت هذا المقال بسؤال عن الكتابة، المقال أخذني الى فكرة أن عادة الكتابة هي أساس حياة الخبير. من اليوم نظرتي للكتابة مختلفة وتعاملي مع الأسئلة مختلف. أنت أيضاً، ابدأ بسؤال، كن فضولي ونمّي عادة الكتابة، افصل نفسك عن النتائج التي هي خارج تحكّمك مثل عدد القرّاء، ركّز على ما هو تحت سيطرتك وهي جودة الكتابة والتعمّق في القيمة والخبرات.

"The practice is not the means to the output, the practice IS the output. The practice is all we can control." - Seth Godin

"الممارسة ليست السبيل الى النتائج، الممارسة هي النتائج، الممارسة هي كل ما يمكننا التحكّم به"