فشل السوشيال ميديــا في المحتوى التعليمــي
٥ مشاكل في استخدام السوشال ميديا في بيع الخبرات
مشاكلي مع السوشيال ميديا على المستوى الشخصي عديدة، من الممكن أن أتحدّث عنها في مكان آخر. اليوم سأحدثكم من باب ريادة الأعمال في بيع الخبرات، كيف استثمارك في السوشيال ميديا قد يكون مربح ولكنّه على الأغلب ليس كذلك. للسياق، أنا في هذا المقال أتحدّث عن السوشال ميديا المخصصة للمحتوى القصير.
٥ مشاكل أساسيّة في السوشال ميديا في بيع الخبرات
أوّلاً، لا توجد معلومة بدون سياق
إذا سألنا ١+١ = كم؟ جواب الأغلب هو ٢ ولكن الجواب خطأ.
لأن سحابة + سحابة = سحابة. زوج + زوجة = عائلة. الفكرة هنا أن الإجابة ستعتمد دائماً على السياق. بدون سياق المعلومة بدون قيمة لأنّها ليست دقيقة وليست عمليّة. السوشال ميديا بطبيعتها تشجّع على المحتوى قصير والذي بطبيعته لن يستوعب السياق المفصّل الذي نحتاج أن نبني عليه. بحكم أن المعلومة بدون سياق لن تقلل المخاطرة في التنفيذ فهي ليس لها قيمة. في الواقع، العديد من المعلومات التي نراها تضر أكثر من أن تفيد. الإنسان اليوم يشخّص نفسه بنفسه بدون إرشاد الطبيب والكوارث ستتبع.
أقلّــهم علماً، أعلاهم صوتاً…
دراسات Dunning-Kruger استنتجت أن الأفراد الأعلى تأهيلاً للحديث في موضوع معيّن عادة ثقتهم بنفسهم أقل وصوتهم أخفت، دائماً يرددون كلمة يعتمد ويتجنّبون إعطاء النصائح. هذا هو المفترض وإذا قرأت كتاب The Coaching Habit وفهمت معنى ال Advice Monster ستعرف أن أغلب نصائحنا سيئة ببساطة لأننا لا نرى السياق. في السوشال ميديا ٣ أشخاص.
١. الجاهل الذي يعتقد أنّه يعرف ولديه استوديو متكامل لينشر صوته
٢. المختص الذي تلقّى ضربة في الثقة بعدما دخل التخصص واكتشف أنّه بحر (imposter - syndrome)
٣. الخبير الذي بينه وبين المستمع فجوة ضخمة في المعرفة ولا يتحدّث لغة الجمهور نفسها أساساً
من تعتقد أنّه سينجح في حصد الإعجابات بينهم؟
الإبداع في الأفكار يعتمد على النيّة عند الكتابة
عند البدء في الكتابة لديك نيّتين، إمّا ترغب أن تتلقّى اهتمام أو ترغب بأن تُبدي اهتمام. في السوشال ميديا أنت نيّتك الأولى. العمليّــة والمنهجيّة كاملة مصممة لحصد النتيجة (الاهتمام) ولا تراعي الأولى (التعمّق في الخبرة). أنت تبحث عن المواضيع الناجحة عند من هم في مجالك وتتحدّث عنها بأسلوبك، خبراء اليوتيوب يفكّرون في العنوان والهووك والصورة قبل أي شيء. الفكرة هنا هي أنّه عندما تكتب بنيّة أن تحصد اهتمام فعلى الأغلب عملك لن يكون إبداعي، في بيع الخبرات على الأغلب لن تصل لأفكار جديدة. هذه ليست فكرتي أنا ويمكنك التعمّق فيها من خلال كتاب The Creative Act - Rick Rubern أو استمع لهذا ال "تيد تالك" أو اقرأ مقالي الأصلي في الموضوع
الفجوة ما بين الهدف والممارسة
هدف الخبير دائماً هو التعمّق في الخبرة والإجابة على أسئلة جديدة بطرق جديدة، هذا الهدف يتجسّد في العادة على شكل كتاب، الكتاب المتقن هو أعلى تجسيد للخبرة العميقة. بناءً على هذه الفكرة الممارسة لصل جميعنا كخبراء إلى كُتبنا هي الكتابة، كتابة المقالات، الأبحاث وغيره من المحتوى الذي سيوصلنا في نهاية الرحلة إلى الكتاب. طريق صناعة المحتوى نهايته صانع محتوى والهدف هنا هو الشهرة وليس الخبرة. هذه ممارسة مختلفة تماماً ونموذج العمل مختلف. هل ترغب بأن تصبح خبيراً؟ أكتب حتّى تصل لكتاب. هل ترغب بأن تصبح مشهوراً؟ اصنع محتوى. الفكرة والفخ هنا في الترتيب. الخبراء المشاهير الذين تراهم في البودكاست والسوشال ميديا ممارساتهم مختلفة عنك والفرق في الترتيب والأولويّات
١. هم عادة لا يستخدمون السوشال ميديا كثيراً ولديهم فريق ينقل أفكارهم لها
٢. هم أخذوا الوقت الكافي والسنين في بناء الخبرة أساساً بكتاباتهم وأبحاثهم قبل أن يركّزوا على الإعلام ونشرها
عليك أن تراعي في أي مرحلة أنت وما هو هدفك الآن.
الأغلب اليوم يسوّق لخبرات غير موجودة أساساً.
طبيعة المنصّة واستخدامها
أنظر اليوم إلى نفسك أوّلاً ثم أصدقاءك ثانياً، عند استخدامكم السوشال ميديا مثل تيك توك وانستجرام. قيّم مستوى التركيز من ١-١٠ .. اليوم أنا أرى الناس وكأنّهم تحت التنويم المغناطيسي. كأنّهم زومبيز. هل تعتقد أن من يقرأ أو يشاهد محتواك التعليمي على السوشال ميديا يتأمّله؟ يعيده؟ يكتب ملاحظاته؟ يطبّقه؟ صعب جداً، سينزل إلى الفيديو البعده مباشرة. في الجلسة الواحدة استهلك الشخص عشرات المنشورات، أنت واحد منهم. كم من تركيزه أعطاك؟
هذه المنصّات ولدت أساساً لمشاركة اليوميّات، للحسابات الشخصيّة، ومن بعدها دخل المحتوى الترفيهي والأخبار طبعاً. المحتوى التعليمي كان موجود ولكنّه انتشر في ٢٠٢٠ مع فترة كورونا وظهور خاصيّة الكاروسيل على الانستجرام. إذا المحتوى المتعلّق بالحياة المهنيّــة والتعليم جديد على الحفلة، سلوكنا في هذه المنصّات مبرمج أساساً على المحتوى الترفيهي والأخبار أكثر. قارن ذلك بالإيميل الذي هو تقليديّاً يستخدم بشكل مهني احترافي أكثر.
في حرب الصراع على انتباهك، هي المحتوى التعليمي (عادة ممل) لديه القدرة على منافسة الترفيهي والأخبار العاجلة؟
هذه بعض النقاط البسيطة وفي الواقع لدي ضعفهم. حتّى لا نطول في الحديث لننتقل الى النقطة التالية
هل السوشال ميديا بلا قيمة في بيع الخبرات؟
السوشال ميديا وسيلة تندرج تحت الإعلام ككل، قيمتها في الانتشار وليس التعليم ذاته أو التعمّق في الخبرة.
إذا ما هو العمل؟
أنا مقترحي بسيط، تستخدم السوشال ميديا للانتشار فقط وتركّـــز على كتابة مقالات حقيقيّة متعمّقة في موقعك / مدونتك / نشرتك البريديّة.
كيف نوازن بينهم؟
إذا بدأت بكتابة المقالات وبدأت في الوصول الى أفكار جديدة يمكنك أيضاً أن تستخلص من كتاباتك أنت محتوى مختصر بسيط يناسب عامّة الناس لتضعه في السوشال ميديا أو تفوّض هذه المهمّة تماماً، العمليّة تسمّى Content Distribution وهي موضوع لمقال آخر.