27 May 2024
السوشال ميديا والإعلام
كيف تكتب مقال يُقرأ للنهاية؟
ولماذا لا يجب أن تبدأ بالحديث مباشرة
في عمق عملك في بيع الخبرات تأتي الكتابة، تحدّثت عنها كثيراً وبلّغتك بأهميّتها. الكتابة تبني الخبرات، الكتابة تساعدك في التعمّق في الأفكار، سيدفع الناس لك مبالغ جيّدة ليقرأوا كتاباتك إذا كانت جيّدة،،،إلخ. أنت اقتنعت بأهميّة الكتابة ولكنّك لا تكتب. تنتظر على الأغلب الموقع أو المدوّنة أو غيره. تضيّع وقتك في التردد. مثل الفيتامينات الكتابة لن تظهر نتائجها الّا بعد فترة ونحن أدمنّا الربح السريع وبدأنا ندور حول أنفسنا نبحث عن حلول النجاح في مشروعنا في الأدوات وأسرع الطرق.
أو هذا كان افتراضي…
ربّما أنت جرّبت أن تكتب ولكن النتيجة كانت تعيسة، كتاباتك لا تبدو شبيهة نهائيّاً بأعمال شيكسبير، يبدو أنّك لم تولد لتكون كاتب…
أم لا…
لنعطي الموضوع فرصة. ربّما كتاباتك سيئة لأنّك لم تسأل السؤال البسيط "كيف أكتب؟" وفكرة الاستثمار في مدرّب كتابة تبدو غبيّة بكل صراحة. كان بإمكانك أن تكتب كثيراً وتحجز استشارة مع أي كاتب ليعطيك التوجيه ولكنّك لم تفعل
اليوم سأدفعك لتأخذ خطوة.
كيف تكتب مقال يُقرأ للنهاية؟
لن تحتاج الكثير. عنصرين فقط. ما هي غايتك من المقال وهيكل المقال.
١. ما هي غايتك من المقال؟
الموضوع، الدرس المستفاد، العبرة. قبل أن تتحمّس وتبدأ عليك أن تقف وتتأكّد من التالي: هل الموضوع فعلاً مهم لجمهورك بحسب درجة الوعي التي هُم فيها حاليّاً؟ وهذا يعني أن مقالات السوشال ميديا ستختلف عن مقالات المدوّنة بسبب اختلاف من تتحدّث لهم. في الأولى أنت تنشر الوعي فدرجة وعي القارئ ضعيفة وفي الثانية درجة وعيهم أعلى ويجب أن تتعمّق في الأفكار. ثانياً، هل المعلومة جديدة؟ لديك نقطة تحوّل في القصّة؟ هل لديك ما يستحق المشاركة؟ معلومة لن استطيع أن اجدها على الانترنت بسهولة. شيئ نابع من خبرتك؟ نحتاج معلومة تستدعي القارئ لأن يتوقّف في مكانه ويعيد التفكير في المسألة. هذا ما يُسمّى لحظة "أهااا"
Ahaa Moment.
بدأت الآن تفرّق ما بين
Content Vs Insights
الخبير يكتب الأفكار العميقة والمحتوى هو ما تكتبه لأنّك سمعت شخص عشوائي في الانستجرام يقول أن التسويق بالمحتوى هو أفضل وأرخص طُرق التسويق. الخبير يكتب ليتعمّق في خبرته ويشاركها مع الناس والغير يكتبون لأنّهم يحتاجون عملاء ولا يُريدون الاستثمار في سبيل أكثر تعباً.
٢. هيكل المقال
الوضع الحالي، نقطة التحوّل، الوضع الجديد.
الوضع الحالي: تبدأ بوصف الوضع الحالي، وصف المشكلة أو تسرد قصّة حقيقيّة تلفت انتباه القارئ. القصّة تضطر القارئ لأن يكمل المقال إذا كانت القصّة مشوّقة. بإمكانك تجسيد الوضع الحالي بشخصيّة خياليّة أو استخدم القارئ كبطل القصّة كما فعلت أنا هنا في بدايات المقال. إذا درست السرد القصصي هذا الجزء هو الحبكة. ستُظهر رغبة البطل ومشاكله الداخليـّة والخارجيّة.
نقطة التحوّل: هذا هو حل المشكلة أو سبب كتابتك للمقال في الأساس. هنا يحدث التوجيه
الوضع الجديد: قد يكون شرح وأمثلة للحل الذي ذكرته أو ببساطة تجسّد وضع البطل ما بعد التزامه بالحل. في نهاية هذه الفقرة تضع الاستنتاج أو الملخّص.
أفكار للتأمّل:
١. أنت كرهت قراءة كتبك المدرسيّة. لا تكتب مثلها
٢. لا توجد قاعدة منزّلة ترغمك على الكتابة بالفصحى. أكتب كما تتحدّث وكما اعتاد عليك جمهورك. عندما يرسل لك الناس أخطاء نحويّة تجاهلهم.
٣. لم تتعلّم ركوب الدرّاجة بقراءة كتيب التعليمات، ولن تتعلّم الكتابة من قراءة مقالاتي. تحتاج أن تمارس.